المنحه والمحنه وشحذ الهمم
ذوى الاعاقة هو إنسان حباه الله بفقد حاسة من حواسه وهو اختبار يجب أن يجتازه كل معاق دون ضجر وعدم صبر ، فهى فى الحقيقة منحه وليست محنه. فالمعاق يمتلك طاقة جبارة على تحدى المصاعب والمحن والحواجز. ولكنه يجب أن يفطن لهذه الطاقة ويخرجها إلى حيز الواقع ولا يجعلها كامنة غير مستغله . فمن فقد بصره فهو يشعر بمن حوله وتزيد حساسيته للأشياء المحيطة به وتزيد قدرته على الحفظ وتذكر الاشياء بقدره فائقة قد تصعب على المبصر . الخ من القدرات التى ميزه الله بها . أما من فقد أحد أعضائه الرجل أو اليد فنجد ان باقى الأعضاء يأخذون على عاتقهم لتعويض فقد هذا العضو وزيادة على ذلك الإصرار والعزيمة على تحقيق الذات وكسر حاجز الاعاقة ليثبت للجميع قدرته على النجاح رغم فقد أحد أعضائه بسبب المرض أو حادثة . وهكذا فنجد أن داخل كل ذوى أعاقة طاقة كامنة هائلة يجب على كل منا أخراجها واستغلالها الاستغلال الأمثل للوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق الذات وعدم الخنوع ودفن الرأس فى الرمال وعدم جعل هذه الاعاقة عثرة فى سبيل تحقيق الاندماج مع العالم الخارجى والانعزال عنه ، واختيار الجانب المضيء فى هذه التجربة للوصول للهدف المنشود وهو الحصول على حقوقه التى كفلها له الله من فوق سبع سموات . وكم من حباهم الله بهذه الاعاقة وتميزوا وأصبحوا أعلام فى سماء العالم ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : الإمام الترمذي : صاحب سنن الترمذي المشهورة واحد أصحاب الكتب الستة المشهورة بالحديث و قد كان فاقد البصر و لكنه أوتي من المواهب والأخلاق ما جعله من أكابر العلماء .
الأديب مصطفى صادق الرافعي : أديب مصري أصيب بالصمم في الثلاثين من عمره و لكن ذلك لم يكن عائقا في الوصول إلى تلك الشهرة الأدبية الواسعة.
طه حسين : عميد الادب العربى فقد بصره وهو في الرابعة من عمره
وغيرهم الكثير والكثير من المبدعين الافزاز الذين لم ييأسوا وجاهدوا حتى وصلوا للعالمية وخلدهم التاريخ مدى العمر . فيا صديقى ويا صديقتى لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس أيقظ كل مشاعر التحدى وكن متفاعل مع الحياة فالحياة تعطى من يعطيها وتدير ظهرها لمن يستكين . والله الموفق وعلى الله قصد السبيل.
يوسف مسعد يوسف